بقلم وانغ تشينغ – مقاطعة خِبي
تعرضت للاضطهاد على يد حكومة الحزب الشيوعي الصيني خلال سنوات إيماني بالرب يسوع المسيح؛ إذ استخدمت الحكومة "جريمة" إيماني بالرب يسوع كسبب لمضايقتي وقمعي في أحيان كثيرة، حتى إنها أمرت نشطاء شيوعيين في القرية بالقيام بزيارات متكررة إلى منزلي للتحقيق في ممارسات إيماني. في عام 1998، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما سمعت الخالق ينطق بكلامه شخصيًا، تحمَّست وتأثَّرت بطريقة لا يمكنني حتى وصفها. وبفضل تشجيع محبة الله، توصَّلت إلى قرار بأنني سوف أتبع الله القدير حتى النهاية مهما كانت الظروف. حضرت خلال تلك الفترة الاجتماعات بحماس وبشّرت بالإنجيل، مما لفت انتباه حكومة الحزب الشيوعي الصيني إليّ مرة أخرى، لكن كان اضطهادهم لي هذه المرة أسوأ من أي وقت مضى. أصبح الأمر سيئًا حتى إنني لم أتمكَّن من ممارسة إيماني ممارسة طبيعية في منزلي واضطررت إلى مغادرة منزلي لأتمِّم واجباتي.
في عام 2006، كنت مسؤولًا عن عمليات طباعة كتب كلام الله، وفي إحدى المرات أثناء نقل الكتب، ألقت شرطة الحزب الشيوعي الصيني للأسف القبض على عدد قليل من الإخوة والأخوات وسائق المطبعة، وصادرت الشرطة عشرة آلاف نسخة من كتاب "الكلمة يظهر في الجسد" كانت جميعها في الشاحنة. بعدها أرشد السائق عن أكثر من عشرة إخوة وأخوات آخرين، وهكذا أُلقي القبض عليهم جميعًا واحدًا تلو الآخر. تسبَّب هذا الحدث في إثارة ضجة كبيرة في مقاطعتين، وأشرفت السلطات المركزية مباشرة على القضية. عندما اكتشفت حكومة الحزب الشيوعي الصيني أنني كنت القائد، لم تدَّخر جهدًا، ونشرت قوات الشرطة المسلحة للتحقيق في جميع مجالات العمليات المتعلقة بعملي، وصادروا سيارتين وشاحنة من المطبعة التي كنا نتعامل معها، ونهبت أيضًا 65500 يوانًا من الشركة، إضافة إلى سرقة أكثر من 3000 يوانًا من الأخوات والإخوة الذين كانوا في الشاحنة في ذلك اليوم. بالإضافة إلى ذلك، جاءت الشرطة وفتَّشت منزلي مرتين. في كل مرة كان رجال الشرطة يأتون، كانوا يقتحمون الباب الأمامي، ويحطمون ويكسرون أمتعتي، ويقلبون منزلي بأسره رأسًا على عقب. كانوا أسوأ من عصابة من قطاع طرق متجولين! بعدها، ولأن حكومة الحزب الشيوعي الصيني لم تتمكَّن من العثور عليَّ، جمعت كل جيراني وأصدقائي وأقاربي واستجوبتهم عن مكاني.
اضطررت إلى الفرار إلى منزل أحد أقاربي الذي يقطن في منطقة بعيدة حتى أتجنَّب الاعتقال والاضطهاد على يد حكومة الحزب الشيوعي الصيني. ولم يخطر ببالي قط أن شرطة الحزب الشيوعي الصيني ستستمر في تعقبي تلك المسافة الشاسعة بغرض إلقاء القبض عليَّ. ومع ذلك، في ليلة اليوم الثالث لوصولي إلى منزل قريبي، أحاط تشكيل مكوَّن من حوالي 100 شرطي من وحدة شرطة بلدتي بالتعاون مع الشرطة الجنائية المحلية والشرطة المسلحة بمنزل قريبي تمامًا، ثمَّ شرعوا في القبض على جميع أقاربي واعتقالهم. كنت محاطًا بأكثر من عشرة شرطيين مسلحين، جميعهم ببنادق موجهة إلى رأسي، وهم يصرخون بغضب قائلين: "إن تحركت خطوة واحدة فستلقى حتفك". ثم وثب عليَّ بضعهم وبدأوا جميعًا يحاولون تكبيل يديّ خلف ظهري. سحبوا يدي اليمنى فوق كتفي، ثم أمسكوا بذراعي اليسرى خلف ظهري وجذبوا يدي لأعلى بشدة. وعندما لم يتمكنوا من تكبيل يديَّ معًا، داسوا على ظهري وسحبوا بقوة أكبر حتى استطاعوا تكبيل يديَّ أخيرًا معًا. فاق الألم الحاد المبرح قدرتي على الاحتمال، ولم يُظهر رجال الشرطة أية مبالاة مهما كنت أصرخ قائلًا لهم: "لا أستطيع تحمُّل الألم"، وكان كل ما يمكنني فعله هو الصلاة إلى الله ليمنحني القوة. صادروا مني 650 يوانًا، ثم أمطروني بالأسئلة عن المكان الذي كانت الكنيسة تحتفظ فيه بأموالها، مطالبين إياي أن أحيل كل الأموال إليهم. كنت غاضبًا للغاية وقلت في نفسي محتقرًا إياهم: "إنهم يطلقون على أنفسهم اسم "شرطة الشعب" و"حماة حياة المواطنين وممتلكاتهم"، ومع ذلك فالسبب في أنهم نشروا تشكيلًا بهذا الحجم في عملية بحث على تلك المسافة الكبيرة لاعتقالي لم يكن لعرقلة عمل الله فحسب، بل وأيضًا لنهب أموال الكنيسة وملء جيوبهم بها! هذه الشرطة الشريرة تتسم بشراهة لا تشبع للمال. إنهم يقدحون زناد فكرهم لملء خزائنهم ولا يمنعهم شيء عن ذلك. مَنْ يدري كم من أعمال بلا ضمير ارتكبوها في السعي وراء الثروة أو كم عدد الأبرياء الذين دمَّروا حياتهم لإثراء أنفسهم؟" كلما فكَّرت في الأمر، شعرت بغضب أكبر، وتعهَّدت أمام نفسي أن أموت ولا أخون الله. أقسمت في نفسي أنني سأحارب هذه الشياطين حتى آخر نفس. عندما رأى أحد رجال الشرطة كيف كنت أحدِّق فيهم في غضب وأنا صامت، جاء وصفعني مرتين على وجهي، فتتسبَّب ذلك في تورُّم شفتيَّ ونزيفهما بغزارة. لم يكتف رجال الشرطة الأشرار بذلك، فتبعوه بركلي بوحشية في ساقيَّ وهم يلعنونني حتى سقطت على الأرض، واستمروا في ركلي مثل كرة قدم بينما كنت مستلقيًا على الأرض حتى فقدت أخيرًا الوعي بعدها بفترة لا أعلم مداها. عندما استعدت وعيي، كنت حينها بالفعل في سيارة متجهة إلى مسقط رأسي؛ وكانوا قد قيَّدوني بسلسلة فولاذية هائلة ربطت رقبتي بكاحليَّ بحيث لم أتمكن من الجلوس منتصبًا، لكن أجبرني هذا الوضع على الانحناء بوجهي إلى أسفل، منكمشًا في وضعية الجنين، وصدري ورأسي بالكاد يدعمان جسدي. عندما رأى الضباط أنني كنت أعاني ألمًا واضحًا، ثرثروا ضاحكين وعلَّقوا بسخرية قائلين: "دعنا نرى إن كان إلهك يمكنه أن يخلّصك الآن!" إلى جانب بعض التعليقات المهينة الأخرى. فهمت بوضوح أن السبب في أنهم كانوا يعاملونني بهذه الطريقة هو أنني كنت مؤمنًا بالله القدير. كان الأمر تمامًا مثلما قال الله في عصر النعمة: "إِنْ كَانَ ٱلْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ" (يوحنا 15 :18). كلما زادوا من إهانتهم لي، رأيت بوضوح أكثر جوهرهم الشيطاني كأعداء لله، وعرفت طبيعتهم الشريرة التي تكره الله، مما جعلني أحتقرهم أكثر. كنت في الوقت نفسه أدعو الله باستمرار مصليًا: "إلهي القدير الحبيب، إن مقاصدك الصالحة هي بالتأكيد ما سمحت بإلقاء الشرطة القبض عليَّ، وأنا مستعد للخضوع لك. ومع أن جسدي المادي يعاني اليوم ألمًا، فإنني على استعداد أن أتمسك بالشهادة لك لأخزي الشيطان القديم. لن أخضع له تحت أي ظرف من الظروف. أصلِّي أن تمنحني إيمانًا وحكمةً". بعد أن انتهيت من صلاتي، فكَّرت في هذا المقطع من كلام الله: "كونوا هادئين في داخلي، لأني إلهك، فاديكم الوحيد. يجب أن تُهَدِّئُوا قلوبكم على الدوام، وتعيشوا في داخلي؛ أنا صخرتكم، نصيركم" (من "الفصل السادس والعشرون" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"). منحني كلام الله قوة أعظم وتصميمًا أكبر. فالله يسود على كل شيء، وحياة الإنسان وموته بين يديه. وهكذا لا يوجد ما أخشاه ما دام الله القدير هو سندي المتين. بعد ذلك، أصبح لي إيمانًا متجددًا وطريقًا للممارسة، وكنت مستعدًا لمواجهة التعذيب القاسي الذي ينتظرني.
خلال تلك الرحلة الطويلة التي استغرقت 18 ساعة تحت الحراسة، والتي اصطحبوني فيها عائدًا إلى مسقط رأسي، لم أستطع عدَّ المرات التي فقدت فيها وعيي بسبب الألم، ومع ذلك لم يُبد أي من رجال الشرطة السفاحون أولئك أدنى قدر من الاهتمام على الإطلاق. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحًا عندما وصلنا في النهاية، وشعرت كما لو أن كل الدم في جسدي قد تجمَّد، إذ كانت ذراعاي وساقاي متورمتين وخدرتين، ولم أكن أستطيع التحرُّك. سمعت أحد رجال الشرطة يقول: "أعتقد أنه قد مات". وأمسك أحدهم بالسلسلة الفولاذية وشدّها بقسوة كبيرة، مما جعل حوافها المسننة تمزِّق جسدي، وسقطت من السيارة وفقدت الوعي مرة أخرى بسبب الألم. فركلني رجال الشرطة حتى استعدت وعيي ثم صاحوا قائلين: "تبًا لك! هل تحاول التظاهر بالموت؟ ما إن نحظى بقسط من الراحة، ستنال عقابك!" ثم جروني بعنف إلى زنزانة تقع في قسم زنزانات السجناء المنتظرين تنفيذ عقوبة الإعدام، وقالوا وهم يغادرون: "لقد أعددنا هذه الزنزانة خصيصًا لك". استيقظ العديد من المحتجزين من نومهم بسبب جرّهم لي داخل الزنزانة، وارتعبت من نظراتهم الشريرة وهم يحملقون فيَّ حتى إنني انزويت مرتعدًا في أحد أركان الزنزانة، خائفًا من التحرُّك. شعرت كما لو أنني دخلت في جحيم ما على الأرض. في فجر ذلك اليوم، احتشد حولي جميع السجناء الآخرين، ناظرين إليَّ كما لو كنت كائنًا فضائيًا، ثم انقضّوا عليّ جميعًا وأرعبوني بشدة حتى إنني جلست على الفور القرفصاء على الأرض. أيقظت الضجة كبير المساجين، الذي ألقى نظرة فاحصة علىَّ وقال ببرود: "عليكم به، لكن لا تضربوه حتى الموت". فجاء رد فعل السجناء على كبير المساجين كما لو أنه أصدر مرسومًا إمبراطوريًا. اندفعوا إلى الأمام وكانوا مستعدين أن ينهالوا عليَّ ضربًا. عندها فكَّرت في نفسي قائلًا: "أنت الآن ستلقى عقابك. لقد سلمني رجال الشرطة إلى هؤلاء السجناء المحكوم عليهم بالإعدام للقيام بعملهم القذر، وهم بذلك يدفعونني عن قصد لألقى حتفي". شعرت برعب وعجز تامين، وكان كل ما في وسعي فعله هو أن أودع حياتي بين يديَّ الله، وأن أقبل ترتيباته. وما إن تأهبت لتلقي الضرب، حدث ما لا يُصدّق: سمعت شخصًا يصرخ متعجلًا: "توقَّفوا!" جاء كبير المساجين راكضًا وجذبني وتطلع ناظرًا إليَّ لما بدا وكأنه بضع دقائق. كنت مرتعبًا جدًا حتى إنني لم أجرؤ على النظر إليه. ثم تساءل رئيس المساجين: "كيف يكون شخص صالح مثلك في مكان مثل هذا؟" عندما سمعته يتحدث إليَّ، ألقيت نظرة فاحصة عليه وأدركت أنه صديق أحد أصدقائي كان قد قابلني مرة واحدة في الماضي. ثم خاطب السجناء الآخرين قائلًا: "هذا الرجل صديقي. إذا لمسه أحد، فسينال عقابه مني أنا!" بعدها سارع إلى شراء وجبة لي وساعدني في الحصول على مستلزمات النظافة والأدوات اليومية المختلفة التي سأحتاجها في السجن. بعد ذلك، لم يجرؤ أي من المحتجزين الآخرين على توجيه كلمة لي. علمت حينها أن كل ما حدث كان بفضل محبة الله وأنه كان ترتيبًا حكيمًا منه. أرادت الشرطة في الأصل استخدام المحتجزين الآخرين لتعذيبي بلا رحمة، لكنهم لم يتخيَّلوا أبدًا أن الله سيحرّك كبير المساجين لمساعدتي في تفادي هذا الوضع. تأثرت بما حدث حتى البكاء، ولم يسعني إلا أن أصرخ بحمد الله في قلبي قائلًا: "إلهي الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت لي رحمتك! لقد كنت أنت مَنْ جئت لمعونتي من خلال هذا الصديق عندما كنت في أصعب لحظات خوفي وعجزي وضعفي، سامحًا لي بأن أشهد أعمالك. أنت الذي تدفع كل شيء ليقدِّم الخدمة لك حتى يعود ذلك بالنفع على مَنْ يؤمنون بك". في تلك اللحظة، ازداد إيماني بالله أكثر، لأنني كنت قد اختبرت محبته اختبارًا شخصيًا. ومع أنني وُضعت في هذا الموقف الخطير، لم يتخلَّ الله عني. ما الذي أخشاه والله بجانبي؟ عزاني صديقي قائلًا: "لا تحزن. مهما كان ما فعلته، لا تخبرهم بكلمة واحدة، حتى لو أدى الأمر إلى موتك. لكن يجب أن تعد نفسك عقليًا، وتعلم أنه نظرًا لأنهم وضعوك هنا مع مجموعة من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، فلن يسمحوا لك بالخروج بسهولة". شعرت من كلمات صديقي بمزيد من الثقة أن الله يرشدني في كل لحظة، وأنه تحدَّث من خلال رفيقي في الزنزانة ليحذرني مما هو عتيد أن يحدث. أعددت نفسي عقليًا تمامًا، وتعهدت بصمت قائلًا: لن أخون الله قط مهما كانت الطريقة التي يعذِّبني بها هؤلاء الشياطين!
وصل في اليوم الثاني أكثر من عشرة من رجال الشرطة المسلحين واصطحبوني من مركز الاحتجاز المؤقت كما لو كنت سجينًا ينتظر تنفيذ حكم الإعدام إلى مكان بعيد في الريف. كانت المنشأة التي نقلوني إليها عبارة عن مُجمَّع ذي جدران عالية فيه فناء كبير تحت حراسة مشددة من الشرطة المسلحة. كانت توجد على الباب الرئيسي لافتة مكتوب عليها: "قاعدة تدريب كلاب الشرطة". كانت كل غرفة مملوءة بجميع أنواع أدوات التعذيب، وبدا وكأنهم أحضروني إلى أحد مراكز الاستجواب والتعذيب السرية التابعة لحكومة الحزب الشيوعي الصيني. بينما نظرت حولي، اقشعرَّ بدني وارتعدت خوفًا. أجبرني رجال الشرطة الأشرار على الوقوف دون حراك وسط الفناء، ثم أطلقوا أربعة كلاب متوحشة وكبيرة على نحو غير طبيعي من أحد الأقفاص الفولاذية، وأشاروا نحوي وأمروا كلاب الشرطة المدربة جيدًا قائلين: "اذهبي واقتليه!" وسرعان ما اندفعت الكلاب في وجهي وكأنها قطيع من الذئاب. شعرت بالرعب حتى إنني أغلقت عينيَّ بقوة، وبدأت أذناي في الطنين وتوقَّف عقلي عن التفكير إلا عن فكرة واحدة وهي: "يا الله، أرجوك أنقذني!" دعوت الله باستمرار طالبًا المعونة، وبعد حوالي عشر دقائق، شعرت بالكلاب تنهش ملابسي فقط. وقف كلب كبير بشكل خاص على كتفيَّ، واشتمني ثم لعق وجهي، لكنه لم يعضني قط. وردت إلى ذهني فجأة قصة من الكتاب المقدس عن إلقاء النبي دانيال في جُب أسود جائعة لأنه كان يعبد الله، ولكن الأسود لم تؤذه. ولأن الله كان معه، فقد أرسل ملاكه وسدَّ أفواه الأسود. على الفور ازداد شعور عميق بالإيمان في داخلي وبدَّد كل خوف في قلبي. كنت مقتنعًا اقتناعًا تامًا بأن كل شيء يرتبه الله، وأن حياة الإنسان وموته هي بين يديَّ الله. وبصرف النظر عن ذلك، فحتى لو كانت الكلاب الشرسة قد نهشت جسدي حتى الموت بسبب إيماني بالله ومتُّ شهيدًا، لكان ذلك شرفًا عظيمًا ولم أكن لأتذمر على الإطلاق. عندما لم أعد مكبلًا بالخوف من الموت وكنت على استعداد لتقديم حياتي شهادة لله، شهدت مرةً أخرى الله القدير وأفعاله المعجزية. هرع رجال الشرطة هذه المرة إلى الكلاب في حالة هستيرية صارخين فيها: "اقتليه! اقتليه!" ولكن تفاجأوا كما لو أن هذه الكلاب المدربة تدريبًا عاليًا لا تستطيع فهم أوامر أسيادها. كل ما فعلتْه هو تمزيق ملابسي قليلًا ولعق وجهي، ثمَّ تفرقَّت. حاول بعض رجال الشرطة الأشرار أن يُوقفوا الكلاب ويعيدوها لمهاجمتي مرة أخرى، لكن الكلاب شعرت بالذعر وتفرَّقت فجأة في جميع الاتجاهات. عندما شاهد رجال الشرطة ما حدث، اندهشوا جميعًا وقالوا: "يا للغرابة، ولا كلب واحد يريد عضه!" حينها تذكَّرت فجأة كلام الله القائل: "فقلب الإنسان وروحه تمسكهما يد الله، وكل حياة الإنسان تلحظها عينا الله. وبغض النظر عمّا إذا كنت تصدق ذلك أم لا، فإن أي شيء وكل شيء، حيًا كان أو ميتًا، سيتحوَّل ويتغيَّر ويتجدَّد ويختفي وفقًا لأفكار الله. هذه هي الطريقة التي يسود بها الله على كل شيء" (من "الله مصدر حياة الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "خلق الله كل الأشياء، وهكذا جعل كل الخليقة تحت سيادته وخاضعة له، إنه يهيمن على كل الأشياء، حتى أنَّ كل الأشياء في قبضة يده. كل خليقة الله، بما في ذلك الحيوان والنبات والبشر والجبال والأنهار والبحيرات، الكل يجب أن يخضع لسيادته. كل ما في السموات وما على الأرض يجب أن يخضع لسيادته" (من "النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه" في "الكلمة يظهر في الجسد"). من اختباري الشخصي، رأيت في الحياة الواقعية أن جميع الأشياء – حية كانت أم ميتة – تخضع جميعها لترتيبات الله، وتتحرَّك وتتغيَّر جميعها بحسب أفكار الله. تمكَّنت من النجاة دون أي ضرر بعد أن تعرضت لهجوم كلاب الشرطة لأن الله القدير قد سدَّ أفواهها وجعلها لا تجرؤ حتى على عضي. وأدركت تمام الإدراك أن هذا قد حدث بفضل قوة الله الهائلة، وأن الله قد كشف عن أحد أفعاله المعجزية. سواء رجال الشرطة أولئك، أو كلاب الشرطة المدربة، فقد كان عليهم جميعًا الخضوع لسلطان الله. لا يستطيع أحد أن يبطل سيادة الله، ولا شك في أنني وقعت في يد حكومة الحزب الشيوعي الصيني الشريرة واختبرت تجربة مماثلة لتلك التي اختبرها النبي دانيال لأن الله قد أفرزني ليمجّدني ويمنحني نعمته. من خلال رؤية أعمال الله القديرة، ازددت إيمانًا به، وتعهدت بمحاربة الشيطان حتى النهاية. أقسمت أن أؤمن بالله وأعبده إلى الأبد، وأن أمجِّده وأكرمه!
عندما عجزت الشرطة عن تحقيق هدفها المنشود باستخدام كلاب الهجوم، أحضروني إلى غرفة الاستجواب. علقوني من أصفاد يديَّ على الحائط، وسرعان ما شعرت بألم شديد في معصميَّ، كما لو أن يديَّ على وشك أن تنفصل تمامًا. بدأت قطرات كبيرة من العرق تنساب على وجهي، ومع ذلك، لم يكتف رجال الشرطة السفاحون أولئك وبدأوا في توجيه وابل من الركلات واللكمات الوحشية لي. كانوا يصيحون بغضب وهم يضربونني قائلين: "دعنا نرى ما إن كان إلهك يمكنه أن يخلّصك الآن!" كانوا يتناوبون على ضربي؛ فعندما يتعب أحدهم، يحل آخر محله، واستمروا في ضربي حتى غطَّت الجروح والكدمات جسمي كله من أعلى الرأس إلى أخمص القدم، وكنت أنزف بغزارة. في تلك الليلة، لم ينزلوني من على الحائط ولم يسمحوا لي بإغلاق عينيَّ، حيث كلَّفوا اثنين من المرؤوسين يحملون هراوات صعق كهربائية بمراقبتي. كانوا يصعقونني بالهراوات عندما كنت أغلق عينيَّ لمنعي من النعاس، وهكذا ظلوا يعذبونني طوال الليل بهذه الطريقة. بينما كان أحد المرؤوسين يضربني، كان يحدِّق فيَّ بعينين خبيثتين صارخًا: "عندما يضربونك حتى تفقد الوعي، سوف أضربك حتى تفيق من جديد!" لكن بفضل استنارة الله، كنت أدرك تمامًا ما كان يدور حولي: كان الشيطان يحاول استخدام جميع أنواع التعذيب المختلفة لدفعي إلى التخلي عن عزيمتي، وكانت الفكرة هي تعذيبي حتى تتحطَّم روحي وأفقد السيطرة على قدراتي العقلية، وعندها ربما أفشي المعلومات التي كانوا يبحثون عنها. عندها يكون بإمكانهم إلقاء القبض على شعب الله المختار، وتعطيل عمل الله في الأيام الأخيرة، ونهب أصول كنيسة الله القدير والاستيلاء عليها لإثراء خزائنهم – كانت هذه هي الطموحات الجامحة لطبيعتهم الوحشية. جززت على أسناني وتحمّلت الألم، وأقسمت في نفسي أنني لن أتنازل لهم حتى لو كان ذلك يعني تعليقي حتى الموت. في فجر اليوم التالي، لم يبدوا أية علامات تدل على أنهم كانوا سيسمحون بنزولي وكنت منهكًا بالفعل، وشعرت كما لو أن موتي أفضل من حياتي، ولم يعد لدي الإرادة اللازمة للاستمرار. كل ما استطعت فعله هو أن أدعو الله أن يعينني مصليًا: "يا الله، أعلم أنني أستحق المعاناة، لكن جسدي ضعيف جدًا ولا أستطيع فعلًا الصمود لفترة أطول. وأريد وأنا في وعيي وما زلت أتنفس أن أطلب منك أن تأخذ روحي من هذا العالم؛ فلست أريد أن أصير مثل يهوذا وأخونك". وعندما أوشكت على الانهيار تمامًا، أنارتني كلمة الله وأرشدتني مرة أخرى: "المجيء في الجسد هذه المرة مثل السقوط في عرين النمر". هذا يعني أنه بسبب أن هذه الجولة من عمل الله ومجيئه في الجسد وميلاده في مكان سكنى التنين الأحمر العظيم، فإن مجيئه إلى الأرض هذه المرة تصاحبه المزيد من المخاطر المفرطة. ما يواجهه هو السكاكين، والبنادق، والهراوات، ما يواجهه هو التجربة؛ ما يواجهه هو الحشود التي تتسربل في هيئة سفاحين. يخاطر بأن يتعرض للقتل في أية لحظة" (من "العمل والدخول (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). الله هو صاحب السيادة العليا على جميع المخلوقات – كان نزوله بين البشر الأعمق فسادًا من أجل خلاصنا هو بالفعل إهانة لا تصدق، لكن كان عليه أيضًا تحمُّل كل أنواع الاضطهاد على يد حكومة الحزب الشيوعي الصيني. كانت المعاناة التي تعرَّض لها الله هائلة بحق. إذا كان الله قد تحمَّل كل هذا الألم وهذه المعاناة، فلِمَ لا يمكنني بذل نفسي من أجله؟ السبب الوحيد الذي أبقى عليَّ حيًا إلى الآن هو حماية الله ورعايته، واللتين بدونهما لتعرضت للتعذيب حتى الموت على يد هذه العصابة الشريرة منذ زمن بعيد. في وكر الشيطان ذلك، مع أن أولئك الشياطين قد استخدموا كل الوسائل المتاحة لهم لإلحاق تعذيب قاسٍ بي، فقد كان الله معي، وفي كل مرة نجوت من نوبة من التعذيب، كنت أشهد أفعال الله المعجزية، وكذلك خلاصه وحمايته. فكَّرت في نفسي قائلًا: "لقد فعل الله الكثير من أجلي، كيف ينبغي لي أن أريح قلبه؟ ولأن الله قد منحني هذه الفرصة اليوم، يجب أن أستمر في العيش لله". في تلك اللحظة، نبَّهت محبة الله ضميري مرة أخرى، وشعرت بعمق أنه لا بُدَّ لي من إرضاء الله مهما كان الأمر. أكدت لنفسي قائلًا: "إنه لشرف لي أن أعاني جنبًا إلى جنب مع المسيح اليوم!" عندما رأى رجال الشرطة الأشرار أنني ما زلت لا أتحدث ولم أتوسل طالبًا منهم الرحمة، ولأنهم كانوا يخشون أن أموت في هذا المكان دون الكشف عن أية معلومات وبذلك يكونون بعدها في ورطة مع رؤسائهم، توقَّفوا عن ضربي. بعد ذلك، علقوني من أصفاد يديَّ إلى الحائط وتركوني هناك لمدة يومين وليلتين أخريين.
كان الجو خلال ذلك الوقت باردًا جدًا، والبلل يصل إلى جلدي، وكانت ملابسي رقيقة جدًا حتى إنها لم تمنع عني البرودة، ولم أكن قد تناولت طعامًا منذ عدة أيام وكنت أشعر بالجوع والبرد، وحينها لم أكن أستطيع تحمُّل الوضع لفترة أطول. عندما كنت على وشك الانهيار، استغلت عصابة الشرطة البلطجية تلك حالتي الواهنة لتحيك مؤامرة خبيثة أخرى: لقد أحضروا اختصاصيًا نفسانيًا في محاولة لغسل دماغي. خاطبني قائلًا: "إنك ما زلت شابًا، وعندك والداك وأطفالك الذين يحتاجون إلى إعالتك لهم. بعد أن أحضروك إلى هنا، لم يُبد زملاؤك المؤمنين، ولا سيما قادة كنيستك، أدنى قدر من الاهتمام بشأنك، ومع ذلك فها أنت هنا تعاني من أجلهم. ألا تعتقد أنك أحمق قليلًا؟ لم يكن أمام رجال الشرطة هؤلاء سوى خيار تعذيبك...". فكَّرت في نفسي وأنا أستمع إلى أكاذيبه قائلًا: "لو أن جاء إخوتي وأخواتي أتوا لرؤيتي هنا، ألن يكون هذا مساويًا لتسليمهم لأنفسهم؟ إنك تقول هذا فقط لخداعي، ولزرع الخلاف بيني وبين إخوتي وأخواتي، ودفعي إلى إساءة فهم الله ولومه والتخلي عنه. لن أنخدع بذلك". بعد ذلك، أحضروا لي طعامًا وشرابًا، في محاولة لجذبي بكرمهم الواضح. عند رؤية "اللطف" المفاجئ من رجال الشرطة البلطجية هؤلاء، تشبث قلبي مقتربًا أكثر من الله، لأنني عرفت أنني كنت في أضعف حالاتي في تلك اللحظة، وكان الشيطان مستعدًا للانقضاض عندما تسنح الفرصة. لقد سمحت لي اختباراتي خلال تلك الأيام بأن أرى جليًا جوهر حكومة الحزب الشيوعي الصيني. بغض النظر عن كيفية تظاهرها باللطف والاهتمام، لم يكن جوهرها الشرير والرجعي والشيطاني يتغير. لم تكشف استراتيجية الشيطان المتمثلة في "التحوُّل من خلال الشفقة المُحِبَّة" إلا عن أعماق خيانته وخداعه. الشكر لله على إرشادي حتى أدرك مؤامرة الشيطان الماكرة. في النهاية، فشل الاختصاصي النفسي في إحراز أي تقدم وهز رأسه قائلًا: "لا يمكنني انتزاع أي شيء منه. إنه صعب المراس، وحالة ميؤوس منها!" وبهذا، غادر في حالة من الكآبة. عندما رأيت الشيطان يفر مهزومًا، امتلأ قلبي بفرح لا يوصف!
عندما رأى رجال الشرطة الأشرار أن أساليبهم الناعمة قد فشلت، كشفوا على الفور عن طبائعهم الحقيقية، وعلقوني مرة أخرى على الحائط ليوم كامل آخر. في تلك الليلة، وبينما كنت معلقًا هناك وأرتجف من البرد وأشعر بيديَّ المتألمتين بشدة وكأنهما ستنخلعان من مكانهما، فكَّرت في نفسي وأنا أهذي أنني قد لا أنجو من ذلك. دخل حينها العديد من الشرطيين وتحيَّرت مرة أخرى متسائلًا عن نوع العذاب الذي كانوا يدخرونه لي. وسط ضعفي، صلَّيت مرة أخرى إلى الله قائلًا: "يا الله، أنت تعرف أنني ضعيف ولا أستطيع حقًا تحمُّل ذلك بعد الآن. أرجوك خذ نفسي الآن، لأنني أفضل الموت على أن أكون مثل يهوذا وأخونك. لن أسمح للمؤامرة الماكرة التي لهؤلاء الشياطين أن تنجح". عندها لوَّح رجال الشرطة بهراواتهم التي كان طولها أقل قليلًا من المتر، وبدأوا في ضرب مفاصل ساقيَّ وقدميَّ. كان بعضهم يضحك بجنون أثناء ضربهم لي، وحاول آخرون إغوائي قائلين: "حسنًا، ألست شرهًا للعقاب. لم ترتكب أية جريمة كبرى، ولم تقتل أي شخص أو تسببت في حريق عن عمد. أخبرنا إذًا بما تعرفه وسننزلك". عندما بقيت صامتًا، اعتراهم الغضب الشديد وصرخوا قائلين: "هل تعتقد أن العشرات من رجال الشرطة الواقفين أمامك الآن جميعهم غير أكفاء؟ لقد استجوبنا عددًا لا يُحصى من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام هنا ودائمًا ما نحصل على اعتراف منهم، حتى لو لم يكونوا قد ارتكبوا أي خطأ. عندما نأمرهم أن يتحدَّثوا، فإنهم يتحدَّثون. ما الذي يجعلك تظن أنك مختلف؟" بعدها اقترب بعضهم مني وبدأوا يقرصون ويلوون ساقيَّ وخصري حتى غطت الكدمات جسمي. وكانوا يقرصونني في بعض الأماكن بشدة حتى يسيل منها الدم. وبعد أن كانوا قد علقوني على الحائط لفترة طويلة، كنت بالفعل ضعيفًا ضعفًا لا يُصدق، وقد فاقم هذا ألم ضربهم الوحشي إلى الحد الذي تمنيت فيه موتي. في تلك اللحظة، كنت محطمًا تمامًا؛ إذ لم أستطع أن أحتمل بعد الآن، وانهرت أخيرًا بالبكاء. بينما كانت الدموع تنهمر مني، ساورت أفكار الخيانة ذهني: "ربما عليَّ أن أخبرهم شيئًا ما. طالما أنها لا تورط أيًا من إخوتي وأخواتي، حتى ولو عرَّضتني للاتهام أو الإعدام، فلِمَ لا؟" عندما رأتني عصابة الشرطة الشريرة تلك أبكي، انطلقوا في الضحك وقالوا وهم سعداء تمامًا بأنفسهم: "لو كنت أسرعت وقلت شيئًا ما، لما اضطررنا إلى ضربك هكذا". أنزلوني من الحائط وأمروني أن أستلقي على الأرض، ثمَّ أعطوني بعض الماء وسمحوا لي بالراحة للحظة. بعدها أخذوا القلم والورقة التي أعدوها منذ البداية واستعدوا لتسجيل أقوالي. وما إن أوشكت على السقوط فريسة لإغواء الشيطان، وكنت على وشك خيانة الله، ظهر كلام الله بوضوح مرة أخرى في ذهني: "لن أمنح مزيدًا من الرحمة لأولئك الذين لم يظهروا لي أي ذرة من الولاء في أوقات الشدة، لأن رحمتي تسع هذا فحسب. علاوة على ذلك، ليس لديَّ أي ود لأي أحد سبق وأن خانني، ولا أحب مطلقاً أن أخالط الذين يخونون مصالح أصدقائهم. هذه هي شخصيتي، بغض النظر عن الشخص الذي قد أكونه. يجب عليَّ أن أخبركم بهذا: كل مَنْ يكسر قلبي لن ينال مني رأفة مرة ثانية، وكل مَنْ آمن بي سيبقى إلى الأبد في قلبي" (من "أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك" في "الكلمة يظهر في الجسد"). رأيت في كلام الله شخصيته التي لا تتهاون مع الإساءة وعواقب خيانة الله، كما أنني أصبحت على دراية بتمردي. كان إيماني بالله ضعيفًا جدًا ولم يكن لدي أي فهم حقيقي له، كما لم أكن مطيعًا له حقًا. والحال هكذا، كنت متأكدًا من خيانة الله، وفكَّرت في كيف باع يهوذا يسوع مقابل مجرد ثلاثين من الفضة، وكيف كنت أنا الآن على استعداد لخيانة الله لمجرد الراحة والطمأنينة للحظة. لولا استنارة كلام الله في الوقت المناسب، لكنت قد أصبحت واحدًا ممَنْ يخونون الله، واستحققت دينونة أبدية! بعدما فهمت مشيئة الله، أدركت أن الله قد وضع أفضل الترتيبات الممكنة، وقلت في نفسي: "إذا سمح لي الله أن أعاني أو أموت، فأنا على استعداد للخضوع ووضع حياتي ومماتي بين يديَّ الله. ليس لي رأي في الأمر. يجب أن أسعى إلى إرضاء الله وأتمسك بالشهادة له حتى النفس الأخير". في تلك اللحظة، وردت إلى ذهني ترنيمة من ترانيم الكنيسة تقول: "قد ينكسر رأسي ويسيل الدم مني، ولا يفقد شعب الله حماسته. نصائح الله تستهدف القلب، وأنا عازم على إذلال إبليس الشيطان" (من " أتمنى أن أرى يوم مجد الله" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). وبينما أردد الترنيمة في ذهني، تقوَّى إيماني، وقررت أنه إن كان عليَّ أن أموت، فليكن ذلك من أجل الله. مهما كان الأمر، لم يكن باستطاعتي الاستسلام لهذا الشيطان القديم، أي حكومة الحزب الشيوعي الصيني. عندما رأى رجال الشرطة الأشرار أنني كنت مستلقيًا على الأرض دون حراك، شرعوا في إغوائي قائلين: "هل يستحق الأمر كل هذه المعاناة؟ نقدِّم لك الفرصة للقيام بعمل جيد هنا. أخبرنا بكل ما تعرفه. وحتى لو لم تقل أي شيء، فلدينا جميع شهادات الشهود والأدلة التي نحتاجها لإدانتك". عندما رأيت الطريقة التي كان يحاول بها هؤلاء الشياطين التي تلتهم الإنسان أن يدفعوني إلى خيانة الله وبيع إخوتي وأخواتي لتدمير عمل الله، لم يعد بإمكاني كبت جماح غضبي الذي استعر بداخلي وصرخت في وجوههم قائلًا: "إن كنتم تعرفون كل شيء بالفعل، فأظن أنه لا يوجد ما يدعو لاستجوابي. حتى لو كنت أعرف كل شيء، فلن أخبركم مطلقًا". فردَّ رجال الشرطة بغضب قائلين: "إذا لم تعترف، فسوف نعذبك حتى الموت! لا تعتقد أنك سوف تخرج من هنا على قيد الحياة! لقد استطعنا جعل كل هؤلاء السجناء المحكوم عليهم بالإعدام يتكلمون، فهل تعتقد أنك أصعب منهم؟" فأجبتهم قائلًا: "الآن بعد أن قبضتم عليَّ، لا أخطط للخروج وأنا حي!" ودون أن يقول كلمة أخرى، توجَّه شرطي إليَّ وركلني ركلة قوية في المعدة. كانت الضربة مؤلمة جدًا حتى إنني شعرت وكأن أمعائي قد انشقت نصفين. وعندها اندفع جميع رجال الشرطة الباقين نحوي وضربوني حتى فقدت الوعي مرة أخرى... وحالما استعدت وعيي، وجدت أنهم قد علقوني كما كنت من قبل، ولكن هذه المرة كانوا قد علقوني في مستوى أعلى بكثير. كان جسمي كله متورمًا ولم أستطع التحدث، لكن بفضل حماية الله، لم أشعر بأي قدر من الألم. في تلك الليلة، غادر معظم الشرطيون ونام على الفور الأربعة المكلفين بمراقبتي. تفاجأت حينها أن أصفاد يديَّ قد انفكت بأعجوبة وسقطت بهدوء على الأرض. في تلك اللحظة، عدت إلى وعيي مرة أخرى وفكرت فجأة في كيف أنقذ ملاك الرب بطرس من سجنه. لقد سقطت السلاسل من يديَّ بطرس وانفتحت أبواب سجنه الحديدية من تلقاء نفسها. إن اختباري أعمال الله المعجزية كما اختبرها بطرس لهو بفضل مجد الله العظيم ونعمته الجزيلة. ركعت على الفور على الأرض وقدمت صلاة شكر إلى الله قائلًا: "إلهي الحبيب، أشكرك على رحمتك ورعايتك الحانية. أشكرك على يقظتك الدائمة التي ترعاني بها. عندما كانت حياتي على المحك، وكان الموت قريبًا جدًا مني، كنت تحرسني سرًا. كانت قوتك العظيمة هي التي حمتني وسمحت لي أن أشهد مرة أخرى أفعالك العجيبة وسيادتك القديرة. لو لم أكن قد اختبرت هذا بنفسي، لم أكن لأصدق قط أن هذا حقيقي". شهدت مرة أخرى وسط معاناتي خلاص الله، وتأثرت بعمق وامتلأت بدفء لا ينتهي. كنت أرغب في مغادرة ذلك المكان، لكنني شعرت بألم شديد حتى إنني لم أستطع التحرك، لذلك نمت هناك على الأرض مباشرةً ونمت حتى أيقظوني بركلي عند الفجر. عندما رآني رجال الشرطة الأشرار مستلقيًا على الأرض، بدأوا يتجادلون فيما بينهم، محاولين التحقق لمعرفة مَنْ الذي أنزلني. قال رجال الشرطة الأربعة الذين كانوا مسؤولين عن مراقبتي طوال الليل إنهم لا يملكون مفاتيح أصفاد يدي. ووقفوا جميعهم حول الأصفاد محدِّقين إليها في ذهول، وفحصوا جميعًا الأصفاد واحدًا تلو الأخر، لكنهم لم يعثروا على أي أثر لكسر فيها. سألوني كيف انفكت الأصفاد، فقلت لهم: "لقد انفكت من تلقاء نفسها!" لم يصدقوني، ولكنني كنت أعلم في قلبي أن هذا كان بفضل قوة الله العظيمة، وكانت هذه واحدة من أفعاله المعجزية.
عندما رأى رجال الشرطة الأشرار لاحقًا أنني كنت ضعيفًا حتى إنني قد ألقى حتفي في أية لحظة، لم يجرؤوا على تعليقي لفترة أطول، لذا تحوَّلوا إلى نوع مختلف من التعذيب. جرُّوني إلى إحدى الغرف وأجلسوني على كرسي تعذيب، ثمَّ قيَّدوا رأسي وعنقي بمشبك معدني، وربطوا ذراعيَّ وساقيَّ حتى لا أستطيع التحرُّك نهائيًا. صلَّيت في قلبي إلى الله قائلًا: "يا الله، كل شيء يخضع لسيطرتك. لقد اجتزت بالفعل العديد من اختبارات الحياة والموت، والآن أنا أودع نفسي إليك مرة أخرى، وعلى استعداد للتعاون معك للتمسك بالشهادة وإذلال الشيطان". بعدما اختتمت صلاتي، شعرت بالسكون والهدوء، ولم يكن في داخلي أي شعور بالخوف. في تلك اللحظة، ضغط أحد الضباط على مفتاح التشغيل، ووقف جميع المرؤوسين يراقبون وهم يحبسون أنفاسهم ليروا كيف سأتعرض للصعق بالكهرباء. ولما لم يظهر مني أية ردة فعل، ذهبوا للتحقق من التوصيلة. وعندما بقيت ساكنًا دون أية حركة، لم يمكنهم سوى أن ينظروا إلى بعضهم بعضًا غير مصدقين ما تراه أعينهم. أخيرًا، قال أحد المرؤوسين: "ربما يوجد عيب توصيل في كرسي التعذيب". وعندما قال ذلك، سار نحوي وما إن لمسني بيده، صرخ صرخة عالية، إذ دفعته صدمة الكهرباء إلى الخلف لمسافة متر كامل، وسقط على الأرض صارخًا من شدة الألم. ولما رأى المرؤوسون الآخرون، وكانوا نحو عشرة، ما حدث، ارتعبوا جميعًا رعبًا شديدًا واندفعوا مغادرين الغرفة. كان واحد منهم في حالة من الذعر حتى إنه انزلق وخرج زاحفًا على الأرض. مرت فترة طويلة قبل أن يأتي اثنان من المرؤوسين ليفكا وثاقي وهما يرتجفان خوفًا من أن تصعقهما الكهرباء. خلال النصف الساعة التي قضيتها مربوطًا في كراسي التعذيب، لم أشعر قط بأي تيار كهربائي، وكان الأمر كما لو كنت جالسًا على كرسي عادي. لقد شهدت مرة أخرى قوة الله العظيمة، وشعرت شعورًا عميقًا بحلاوة الله ولطفه. حتى لو خسرت كل ما أملك، بما في ذلك حياتي نفسها، فمادام الله معي، فقد كنت أملك كل ما أحتاج إليه.
أعادني رجال الشرطة الأشرار بعد ذلك إلى مركز الاحتجاز المؤقت. كانت الجروح والكدمات والإصابات قد غطت جسدي كله من أعلى الرأس إلى أخمص القدم، وتورمت ذراعاي وساقاي تورمًا رهيبًا – لقد أصابني ضعف شديد ولم أتمكن من الوقوف أو الجلوس أو حتى تناول الطعام، وكنت على وشك الانهيار. عندما علم السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الزنزانة أنني لم أشي بأحد، نظروا إليَّ نظرة جديدة وقالوا باستحسان: "أنت البطل الحقيقي، أما نحن فأبطال مزيفون!" بل وتنافسوا مع بعضهم بعضًا على تقديم طعام لأتناوله وملابس لأرتديها.... عندما رأى رجال الشرطة الأشرار كيف عمل الله في داخلي، لم يجرؤوا فيما بعد على تعذيبي، بل ونزعوا عني حتى الأصفاد والأغلال. ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا، لم يجرؤ أحد على استجوابي مرة أخرى. ومع كل ذلك، لم تكن الشرطة قد استسلمت بعد، وهكذا من أجل انتزاع معلومات عن الكنيسة مني، حاولوا تحريض النزلاء الآخرين لإجباري على الاستسلام. حاولوا تحريض النزلاء الآخرين بقولهم: "يجب أن يُضرب أولئك الذين يؤمنون بالله القدير". لكنهم تفاجأوا بأحد السجناء – والذي كان قاتلًا – يقول لهم: "لن أفعل ما تقولونه أبدًا. ولن أمتنع عن ضربه فحسب، بل ولن يضربه أحد في هذه الزنزانة! نحن جميعًا هنا لأن شخصًا آخر وشى بنا. لو كان الجميع مخلصين مثل هذا الرجل، لما حُكم على أحد منا بالموت". وقال سجين آخر من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام: "لقد اُعتقلنا جميعًا لأننا ارتكبنا بعض الأفعال الرديئة حقًا، ولذا فإننا نستحق المعاناة. أما هذا الرجل فهو مؤمن بالله ولم يرتكب أية جريمة، ومع ذلك فقد شوهتموه بتعذيبكم حتى لم يعد ممكنًا التعرف على ملامحه تقريبًا". وهكذا تحدَّث جميع السجناء واحدًا تلو الآخر بالمظالم التي عانيت منها. عندما رأى رجال الشرطة ما كان يحدث، لم يريدوا أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، ومن ثمَّ لم ينطقوا بأية كلمة، بل غادروا محبطين. في تلك اللحظة، فكَّرت في مقطع من الكتاب المقدس يقول: قَلْبُ ٱلْمَلِكِ فِي يَدِ يَهْوَه كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ (أمثال 21: 1). عندما شاهدت كيف حرَّك الله السجناء الآخرين ليأتوا إلى معونتي، كنت على قناعة تامة بأن هذه كانت جميعها أفعال الله، واشتد إيماني به أكثر فأكثر!
عندما لم تكن إحدى الاستراتيجيات التي تتبعها الشرطة تأتي بنتيجة، كانت الشرطة تشرع في استخدام حيلة أخرى. وفي هذه المرة، طلبوا من مدير مركز الاحتجاز المؤقت أن يكلفني بأكثر الأعمال مشقة، إذ لقد أجبروني على صنع لفتين كاملتين من النقود الورقية يوميًا (النقود الورقية هي جزء من التقليد الصيني، وفيه يحرق الناس مالًا ليقدِّموه لأسلافهم الراحلين. تتكون اللفة الواحدة من النقود الورقية من 1600 ورقة من رقائق القصدير و1600 ورقة من الورق القابل للاشتعال ملتصقة معًا). كان عبء عملي ضعف عمل المحتجزين الآخرين، وفي ذلك الوقت، كانت ذراعاي وساقاي تعانيان من ألم لا يطاق حتى عدت لا أستطيع رفع أو مسك أي شيء. لذلك حتى لو كان عليَّ العمل طوال الليل، كان من المستحيل إكمال مهمتي. استخدمت الشرطة عدم قدرتي على إكمال عملي كذريعة لإلحاق العقوبة البدنية بي بكل أنواع الطرق. فكانوا يجبرونني على أخذ حمامات باردة عندما كانت درجة الحرارة -20 درجة مئوية، ويجعلوني أعمل حتى ساعات متأخرة من الليل أو أقف حراسة، ونتيجة لذلك، لم أكن أحصل على أكثر من ثلاث ساعات من النوم في الليلة الواحدة. وعندما كنت استمر في عدم القدرة على إكمال عملي، كانوا يجمعون جميع السجناء من زنزانتي، ويأخذوننا إلى الخارج، ويحيطوننا ببنادقهم التي يحملونها في أيديهم ويأمروننا بالجلوس على الأرض القرفصاء وأيادينا متشابكة خلف رؤوسنا. وإن حدث ولم يستطع شخص ما الاحتفاظ بذلك الوضع، كانوا يصعقونه بهراوة الصعق الكهربائية. استخدم رجال الشرطة الأشرار أولئك كل الوسائل المتاحة لهم لجعل السجناء الآخرين يكرهونني ويسيئون إليَّ. عندما وجدت نفسي في مواجهة هذا الوضع، كان كل ما أمكنني فعله هو المجيء إلى الله في الصلاة قائلًا: "إلهي الحبيب، أعلم أن رجال الشرطة الأشرار هؤلاء يستفزون السجناء الآخرين حتى يدفعوهم إلى كراهيتي وتعذيبي حتى أخونك، وهذه حرب روحية. يا الله، مهما كانت الطريقة التي يعاملني بها السجناء الآخرون، فأنا على استعداد للخضوع لترتيباتك وتنظيماتك، وأصلّي أن تمنحني العزيمة لتحمُّل هذه المعاناة. أتمنى أن أتمسك بالشهادة لك". شهدت بعدها أفعال الله مرة أخرى. لم يكرهني هؤلاء السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، بل بالحري نظموا إضرابًا نيابة عني وطالبوا رجال الشرطة بتخفيف عبء عملي إلى النصف. في نهاية المطاف، لم يكن أمام الشرطة خيار سوى الاستجابة إلى مطالب السجناء.
مع أن الشرطة اضطرت إلى تخفيف أعباء عملي إلى النصف، ظلت تحتفظ بمزيد من الحيل في جعبتها. بعد بضعة أيام، وصل "سجين" جديد إلى الزنزانة. كان طيبًا جدًا معي، وكان يشتري لي كل ما أحتاجه، ويأتي لي بالطعام، ويسأل عن حالتي الصحية، ويسأل أيضًا عن سبب اعتقالي. لم تراودني أية فكرة بشأن هذه المعاملة في البداية، وأخبرته أنني مؤمن بالله واعتقلتني الشرطة بسبب طباعة مواد دينية. فظل يسألني عن تفاصيل عملية طباعة الكتب، وعندما رأيت كيف ظل يلح عليّ بالأسئلة، بدأت أشعر بالضيق وصلَّيت إلى الله قائلًا: "إلهي الحبيب، جميع الناس والأشياء والمواقف التي تحيط بنا هي بسماح منك. إذا كان هذا الرجل مخبرًا أرسلته الشرطة، فأصلي أن تكشف لي هويته الحقيقية". بعد أن أنهيت صلاتي، بقيت هادئًا أمام الله، وورد إلى ذهني مقطع من كلامه القائل: "احتفظ بهدوئك في حضرتي وعِش بحسب كلمتي، وبالفعل سوف تظل يقظًا متحليًا بالتمييز في الروح. عندما يأتي الشيطان، سوف تكون قادرًا على حماية نفسك منه على الفور، وتشعر بمجيئه؛ إذ إنك سوف تشعر بعدم ارتياح حقيقي في روحك" (من "الفصل التاسع عشر" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"). تفكَّرت مرارًا وتكرارًا في الأسئلة التي طرحها عليّ الشخص الذي من المفترض أنه "سجين جديد"، وأدركت أنها جميعًا تدور حول ما أرادت الشرطة معرفته مني بالضبط. في تلك اللحظة، كان الأمر كما لو كنت قد استيقظت من حلم: لقد كان الأمر برمته مؤامرة أخرى من مؤامرات الشرطة الشريرة، وكان هذا الرجل مخبرًا. رأى "السجين" أنني صمتت فجأة، فسألني إن كنت على ما يرام. فقلت له إنني على ما يرام، ثم أخبرته بصرامة وحق: "اسمح لي فقط أن أكفيك العناء وأعلمك أنك تهدر وقتك. حتى لو كنت أعرف كل شيء، فلن أخبرك مطلقًا". وعندها أشاد جميع السجناء الآخرين بتصرفي وقالوا: "يمكننا جميعًا أن نتعلم منكم أنتم أيها المؤمنون. فأنتم تتمتعون بعزيمة حقًا". لم يكن لدى المخبر ما يمكن أن يقوله ردًا على ذلك، وتسلَّل منسحبًا في هدوء بعد يومين.
بقيت على قيد الحياة طوال عام وثمانية أشهر في مركز الاحتجاز المؤقت ذلك. ومع أن رجال الشرطة البلطجية أولئك كانوا يفكرون في كل طريقة ممكنة لصعِّبوا بها عليَّ الحياة، فقد حرَّك الله السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لرعايتي. نُقل كبير المساجين فيما بعد وانتخبني السجناء ككبير المساجين الجديد. كلما واجه أحد السجناء مشكلة، كنت أبذل قصارى جهدي لمساعدته، وكنت أقول لهم: "أنا واحد من المؤمنين بالله، والله يطلب منا أن نعيش بحسب الطبيعة الإنسانية. ومع أننا سجناء، لكن علينا أن نعيش بحسب شبه الإنسانية ما دمنا على قيد الحياة". بعد أن قلت لهم ذلك، توقف أولئك السجناء المحكوم عليهم بالإعدام عن التنمر على السجناء الجدد. كان اسم "الزنزانة رقم 7" يثير الفزع في قلوب المحتجزين، لكنها صارت الآن زنزانة متحضرة في ظل شغلي لمنصب كبير المساجين. قال جميع السجناء: "هؤلاء الناس الذين من كنيسة الله القدير هم جماعة صالحة. إذا خرجنا من هنا، سنؤمن بالتأكيد بالله القدير". ذكّرني اختباري في مركز الاحتجاز المؤقت بقصة يوسف، الذي خلال فترة سجنه في مصر، كان الله معه، وقد أعطاه نعمة فسار كل شيء بسلاسة معه. خلال هذا الوقت، كان كل ما فعلته هو التصرُّف وفقًا لمتطلبات الله والخضوع لتنظيماته وترتيباته. كان الله بالتالي معي، ومكّنني من تجنُّب الكوارث في كل منعطف. شكرت الله من أعماق قلبي على النعمة التي منحها لي!
لاحقًا، وبدون أي دليل، لفَّقت حكومة الحزب الشيوعي الصيني تهمًا كاذبة وحكمت عليَّ بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ولم يُفرج عني أخيرًا إلا في عام 2009. بعد أن خرجت من السجن، راقبتني الشرطة المحلية من كثب وطلبت مني أن أكون رهن إشارتها. أصبح كل تحرُّك من تحركاتي خاضعًا لسيطرة حكومة الحزب الشيوعي الصيني، ولم يكن لدي أية حرية شخصية على الإطلاق. اضطررت إلى الفرار من مسقط رأسي وأداء واجباتي في أي مكان آخر. الأدهى من ذلك، أنه بسبب أنني أحد المؤمنين بالله، فقد رفضت حكومة الحزب الشيوعي الصيني معالجة سجلات تسجيل أسرتي (حتى هذا اليوم، لا تزال سجلات ابنيَّ قيد المعالجة). كشف لي هذا الأمر بأكثر وضوح أن الحياة في ظل حكومة الحزب الشيوعي الصيني هي جحيم متَّقد. لن أنسى قط العذاب القاسي الذي ألحقته بي حكومة الحزب الشيوعي الصيني. إنني أحتقرها بكل كياني وأفضّل أن أموت على أن أُستعبد لها. إنني أنبذها تمامًا!
أكسبتني هذه الخبرة فهمًا أكبر لله. فقد شهدت قدرة الله وحكمته وجوهر صلاحه، ورأيت أيضًا أنه بغض النظر عن مدى اضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني الشيطاني لشعب الله المختار، فلا تزال مجرد كائن يخدم الله ويعمل كشخصية الضد ليبرز عمل الله. إن حكومة الحزب الشيوعي الصيني كانت وستظل دائمًا عدو الله المهزوم. أنقذتني حماية الله المعجزية كثيرًا في أوقات اليأس، وسمحت لي بالتحرُّر من براثن مخالب الشيطان، واستعادة الحياة وأنا على شفا الموت؛ لقد عزاني كلام الله وأحياني في كثير من الأوقات، وصار عوني وسندي عندما كنت في أضعف حالاتي وعندما فقدت كل رجاء، مما سمح لي بتجاوز حدود جسدي وانتزاع نفسي من براثن الموت. وعندما كنت في اللحظات الأخيرة في كثير من الأحيان، دعمتني قوة حياة الله ومنحتني القوة كي أستمر في الحياة. تمامًا كما يقول كلام الله: "لقوة حياة الله القدرة على السمو فوق أي قوة، بل والتفوق على أي قوة؛ فحياته أبدية وقوته غير عادية، ولا يمكن لأي مخلوق أو عدو قهر قوّة حياته. قوة حياة الله موجودة وتلمع بأشعتها البراقة، بغض النظر عن الزمان والمكان. تبقى حياة الله إلى الأبد دون أن تتغير مهما تغيَّرت السماء والأرض. الكل يمضي ويزول وتبقى حياته لأنه مصدر وجود الأشياء وأصل وجودها" (من "وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كل المجد لله الحق القدير!
هذه المقالة مأخوذة من: شهادات الغالبين
ما هو مفتاح بناء العلاقة الشخصية مع الله؟ اقرأ هذا المقال وستجد الإجابة.