· 

قصص مسيحية - نعمة الله تحررها من زواجها المؤلم (الجزء الثاني)

قصص مسيحية - نعمة الله تحررها من زواجها المؤلم (الجزء الثاني)

قصص مسيحية - نعمة الله تحررها من زواجها المؤلم (الجزء الثاني)

بقلم إيه جياو – هونغ كونغ

 

كلام الله يبدد حيرتها فيرتاح قلبها

 

في إحدى المرات، أخبرت جياو أخوتها وأخواتها في أحد الاجتماعات عن كل ما يتعلق بألمها وحيرتها، فقرأت عليها واحدة من الأخوات بضع فقراتٍ من كلام الله: "وبما أن الإنسان قد وُلد في هذه الأرض القذرة، فقد تعرض لابتلاء شديد من المجتمع، وتأثر بالأخلاق العدائية، وحظي بالتعليم في "معاهد التعليم العالي". نجد أن التفكير المتخلف، والأخلاقيات الفاسدة، والنظرة الدنيئة إلى الحياة، والفلسفة الخسيسة، والوجود الذي لا قيمة له على الإطلاق، وأسلوب الحياة والعادات المتسمة بالانحراف – كل هذه الأشياء دخلت عنوة إلى قلب الإنسان، وأفسدت ضميره وهاجمته بشدة. ونتيجة لذلك، أصبح الإنسان بعيداً كل البعد عن الله، وراح يعارضه أكثر من أي وقت مضى" ("أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله"). "احد تلو الآخر تأثيرًا شريرًا يؤدي باستمرار إلى تدهور الإنسان، وإلى فقدان ضميره وإنسانيته وعقله باستمرار، وانحطاط أخلاقه، ونوعية شخصيته أكثر فأكثر، حتى أنه يمكننا القول إن غالبية الناس لا يتمتعون الآن بأي نزاهة أو إنسانية، ولا يمتلكون أي ضمير، ولا حتى أي عقل. ما هذه الاتجاهات إذًا؟ لا يمكنك رؤيتها بالعين المجردة. عندما تهب رياح أحد هذه الاتجاهات، ربما لا يصبح سوى عدد قليل من الناس مروجين لهذا الاتجاه. إنهم يندفعون في فعل هذا النوع من الأشياء، أو يقبلون هذا النوع من الأفكار ، أو هذا النوع من وجهات النظر. ومع ذلك، سيظل هذا الن وع من الاتجاه يصيب غالبية الناس في ظل عدم درايتهم، ويشغلهم ويجذبهم باستمرار، حتى يتقبلوه جميعًا لا إراديًا دون أن يدروا، ويغمرهم جميعًا ويسيطر عليهم. تدفع هذه الأنواع من الاتجاهات واحد تلو الأخر الإنسان الذي ليس له جسد وعقل سليمين، ولا يعرف أبدًا ما هو الحق، ولا يستطيع أن يميِّز بين الأشياء الإيجابية والسلبية، أن يقبل طواعية هذه الاتجاهات، ووجهة نظر الحياة، والقيم التي تأتي من الشيطان. إنه يقبل ما يخبره به الشيطان عن كيفية التعامل مع الحياة وطريقة العيش التي "يمنحها" له الشيطان. ليس لديه القوة، ولا القدرة، ولا حتى الوعي للمقاومة" ("الله ذاته، الفريد (و)").

ثم تكلمت الأخت في شركتها وقالت: "إن كلام الله يكشف كيف أفسد الشيطانُ الإنسانَ، ويفضح حقيقة إفساد الشيطان لنا. لقد أصبح انهيار الزيجات بسبب العلاقات خارج إطار الزواج والتهميش الذي يتعرض له أحد الطرفين من الأمور الشائعة في مجتمعات اليوم، وهذا الأمر يرتبط مباشرة بتغلغل فساد الشيطان في داخلنا. يستخدم الشيطان كل أنواع الهرطقة والمغالطات ليخدع الإنسان ويغويه ويفسده، فعلى سبيل المثال "اغنم من الحــاضـر لـذاته. فلـــيس في طبع الليالي الأمان" أو "الراية الحمراء في المنزل لا تسقط، لكنَّ الرايات الملونة في الخارج ترفرف للنسيم" أو "الرجال يفسدون عندما يغتنون، والنساء يغتنون عندما يفسدن" أو غير ذلك. يثير الشيطان تلك الأفكار والآراء الشريرة كي يبلي أرواحنا، وهو ما يشوه تفكيرنا، فنظن مسايرة تلك الصيحات الشريرة من أمثال "العلاقة خارج إطار الزواج" و"المرافقة" و"مصاحبة امرأة أخرى" تبدو أمورًا إيجابية. لقد أصبحت مرافقة الرجل امرأة رمزًا لإمكانية الرجل وسطوته، وأصبح وجود عشيق للمرأة انعكاسًا لمدى جمالها. إننا كبشرٍ نعيش تحت تأثير هذه الاتجاهات الشريرة، فازددنا في الشر والفسق والفساد، وازداد تخدير ضمائرنا. ومع أننا نأتي بأمور تخالف الأخلاقيات والمبادئ مخالفة فجة، إلا أننا لا نشعر بأي خجلٍ على الإطلاق. ازداد المتشبعون باتجاهات الشيطان الشريرة في العدد أكثر فأكثر، وهذه الاتجاهات هي نفسها التي صاروا لها ضحايا. بهذه الطريقة، تفككت عائلات كثيرة، واتجه كثيرون إلى الانتحار لأن خيانة الشريك فاقت احتمالهم، كذلك أقدم الكثيرون على قتل الشريك بعد أن تحولت المحبة إلى كراهية. أليست هذه ثمار مرة لاتباع اتجاهات الشيطان الشريرة؟ لو لم ينطق الله بالحق ويفضح حيل الشيطان الخبيثة، لما استطاع أحد أن يرى هذه الأمور ويفهمها، ولأصبحنا نحيا تحت سلطان الشيطان، مفسحين له المجال لإيذائنا. إننا حقًا في حاجة إلى خلاص الله، وفي حاجة إلى أن نفهم الحق!"

 

ما إن سمعت جياو كلام الله وشركة الأخت حتى راحت تفكر في السنوات التي تلت زواجها من مينغ عندما كان غاية في الاهتمام بأسرته، وذلك قبل أن يفقد القدرة على مقاومة غوايته بسبب إغراء الاتجاهات الشريرة، فأصبحت له علاقات خارج إطار الزواج، وعاش في رغباته الشريرة وشهوات الجسد الأنانية، فازداد انحلالاً أكثر فأكثر. لقد أصبح غير مراعٍ لمشاعرها أو مشاعر ابنهما مطلقًا، وفقد ضميره ومنطقه السليم، ولم يجلب على أسرته إلا الألم. فهمت جياو أن زيجتها آلت إلى ما هي عليه اليوم بسبب الأذى الذي تسببت فيه اتجاهات الشيطان الشريرة، وأنَّ مينغ وهي كليهما كانا ضحايا هذه الاتجاهات، فراحت تذرف الدموع، لكنها لم تكن هذه المرة دموع الألم أو دموع المُعتَدَى عليه، بل دموع العرفان؛ فقد كانت شاكرة حقًا لله على خلاصه لها. كان كلام الله هو الذي حل العقد في قلبها، فبدأ امتعاضها من مينغ يتهاوى.

 

بعد هذا قرأت جياو فقرة من كلام الله جاء فيها: "تراود الناس الكثير من الأوهام حول الزواج قبل أن يختبروه بأنفسهم، وكل هذه الأوهام جميلة. تتخيّل النساء أن النصف الآخر سيكون الأمير الساحر، ويتخيّل الرجال أنهم سوف يتزوّجون ذات الرداء الأبيض. تُوضّح هذه الأوهام أن كل شخصٍ لديه متطلّبات معينة للزواج ومطالبه ومعاييره الخاصة. على الرغم من أن الناس يوجّهون باستمرارٍ في هذا الزمان الشرير رسائل مشوّهة عن الزواج، مما يخلق المزيد من المتطلّبات الإض فيّة ويُقدّم للناس جميع أنواع المواقف البالية الغريبة، فإن أيّ شخصٍ مرّ بفترة الزواج يعرف أنه مهمّا كان المرء يفهمه، ومهما كان موقفه تجاهه، فإن الزواج ليس مسألة اختيارٍ شخصيّة" ("الله ذاته، الفريد (ج)").

 

لقد أدركت من تأملها في كلام الله أنها كانت واقعة تحت تأثير الحب اللانهائي بين البطل والبطلة كما تصوره القصص الرومانسية والمسلسلات، وأنها تأثرت أيضًا بأفكارٍ مثل "الحب الأسمى" و"الهِرَم معًا يدًا بيد". لقد أمنت بالحب إيمانًا أعمى، واعتبرت الزواج والحب أهم الأشياء في حياتها، لكنها وقعت في النهاية ضحية الخديعة وأصبحت مقيدة وأضيرت من هذه المفاهيم الخاطئة. عندما كان مينغ مهتمًا بها جدًا، اعتقدت أنها وجدت الحب الحقيقي، ونظرت إلى مينغ بوصفه ملاذها المؤتمن حتى نهاية حياتها، وتمنت لو أن مينغ وهي ظلا يحبان بعضهما دائمًا كزوجين إلى أن يهرما سويًا. لكن عندما خانها مينغ، وأوشك زواجها السعيد الذي كانت تنشده أن يُفقَد، شعر قلبها بالخواء، وتوقفت حتى عن الاهتمام بحياتها الخاصة وبطلفها، وقررت أن تتخلص من حياتها مرتين. لقد تحملت في سبيل إنقاذ زواجها آلامًا جسدية وروحية، وتخلت عن سلامتها وكرامتها تقربًا من مينغ… ألم يكن هذا الألم كله بسبب عذاب اتجاهات الشيطان الشريرة؟ فهمت جياو في النهاية أن تلك الاتجاهات الشريرة من "الحب الأسمى" و"الهِرَم معًا يدًا بيد" لم تكن إلا وسائل يستخدمها الشيطان في إلحاق الأذى بالناس وخداعهم، وأنها لم تكن إلا حيل خبيثة يستخدمها الشيطان لافتراس الناس. كم كان الشيطان كريه حقًا! في نفس الوقت، شعرت جياو كم كان من المؤسف حقًا أن تكون محرومة من الحق وغير قادرة على رؤية جوهر هذه الاتجاهات الشريرة على حقيقتها، وأن الشيطان قد تلاعب بها. لقد شارفت على أن تفقد حياتها في إطار سعيها نحو ما يُسمى الحب. كم كانت حمقاء! حينئذٍ فقط، وللمرة الأولى، وجدت جياو الإيمان والشجاعة لترغب في تقبُّل حقائق خيانة مينغ لها، وبداية حياة جديدة تمامًا.

 

فهم الحق سمح لجياو بمواجهة الأمور بهدوء

 

في الأيام التي أعقبت ذلك، ازداد غياب مينغ عن البيت أكثر فأكثر، مفضلاً النوم في مكان العمل عن العودة إلى البيت، وعرفت جياو أن الوقت قد حان لتتقبل ما آلت إليه زيجتها. وهكذا، هاتفت جياو مينغ وقالت له بهدوء: "ماذا تريد أن تفعل بشأن زواجنا؟" فقال مينغ بصوت بارد: "فلنُطلَّق". لكنَّ جياو لم ترفض في هذه المرة، بل تقبلت هذه الحقيقة بهدوء. بعد أن أنهيا المكالمة، بدأت جياو تفكر في الطريق الذي سلكته الذي أوصلها إلى حيث هي؛ ففي سبيل أن تنقذ زواجها، وفي سعيها لبلوغ السلام العائلي والسعادة الزوجية، فقدت كرامتها وسلامتها، بل وأوشكت على أن تفقد حياتها، كل ذلك من أجل أن تحتفظ برجل لم يعد يحبها. لكنها في النهاية لم تحصل على السعادة التي كانت تنشدها فقط، لكنها عُذِّبَت كثيرًا من الشيطان لدرجة شعرت معها بألم لا يُحتمَل. إن إرشاد كلام الله هو الذي جعل جياو قادرة على أن تبصر حقيقة الأمر، كذلك لم يتخلى عنها الله مطلقًا بل خلصها من إيذاء الشيطان في كل مرة خطوة واحدة. جاءت جياو أمام الله وصلت قائلة: "يا الله! لا أريد أن أخيب رجاء حبك من أجلي، لكنني أريد في هذه المرة أن أتخذ موقفًا، ولا أحيا بعد مُقيَّدَة من الشيطان. أريد أن أرجع إلى جانبك، وأن أسلك مسلكًا جديدًا في الحياة".

 

بعد أن أنهيا إجراءات طلاقهما، شعرت جياو ببعض القلق؛ فهي -في نهاية الأمر- لم تكن قادرة على الحركة تمامًا، وكان لديها ابن ترعاه، لكنها كانت قد تعلمت الاتكال على الله، وقد سلمت حياتها في يديه، وخضعت لسيادته وترتيباته في هذا الأمر. بعد هذا، منحها مينغ من النفقة ما يكفي لحياتها بمبادرة منه، وترك لها البيت أيضًا لتعيش فيه، ووفر لها شخصًا يعتني بها وبابنيهما. لم تتخيل جياو مطلقًا أن يكون ذلك مآل الأمر، وعرفت أن ذلك كله حدث بنعمة الله، وأن الله رتب كل ذلك من أجلها كي يبدد ما يساورها من مخاوف.

 

في الأيام التي تلت ذلك، توصلت جياو من خلال حياة الكنيسة التي عاشتها وشركة كلام الله مع الإخوة والأخوات إلى فهم مزيد من الحقائق، وشعر قلبها بمزيدٍ من الحرية، وتخلت بالتدرج عن كراهيتها لمينغ الذي كان يأتي بين الحين والآخر ليرى ابنيهما، لكنَّ جياو كانت قادرة على الهدوء والتماسك نحوه. وها هي جياو الآن تؤدي واجبها في الكنيسة وبدأت حياة جديدة. في كل مرة تفكر فيها جياو في محبة الله الحقيقية وخلاصه الذي أظهره لها، يتأثر قلبها بشدة، وتصبح في جزيل الامتنان لكلام الله الذي يقول: "لا يستطيع أحد أو شيء سوى الله أن يخلصك من بحر العذاب، فلا تتألم مجددًا: هذا ما يحدده جوهر الله. يُخلِّص الله بذاته وحده نفسك بلا أنانية، فالله وحده هو المسؤول في النهاية عن مستقبلك، وعن مصيرك، وعن حياتك، وهو يرتب كل شيء لك. هذا أمر لا يمكن لشيء مخلوق أو غير مخلوق أن يحققه" ("الله ذاته، الفريد (و)"). نعم حقًا، الله وحده هو القادر أن يخلص الإنسان، وهو وحده الذي يخلصه! الله وحده هو القادر على أن يرشدنا إلى فهم الحق، وأن نرى حيل الشيطان الخبيثة على حقيقتها، وأن نتحرر من إيذاء الشيطان! شكرت جياو الله من عمق قلبها، وعقدت العزم على القيام بواجبها على أكمل وجه، وأن تبادل الله حبه العظيم!

 

هذه المقالة مأخوذة من: كنيسة الله القدير

 

التوصيات الوثيقة الصلة:

موقع ترانيم مسيحية - لولا أن خلّصني الله - تسبيح نعمة خلاص المسيح

 

Write a comment

Comments: 0