· 

اقوال السيد المسيح - عليك أن تتخلى عن بركات المكانة الاجتماعية وتفهم مشيئة الله لجلب الخلاص للإنسان

يرى الإنسان أنه من غير الممكن أن يصير أحفاد موآب كاملين، وأنهم ليسوا مؤهلين لذلك. ومن ناحية أخرى أولاد داود لهم رجاء، وهم بالتأكيد قادرون على أن يُكمَّلوا. طالما أن الشخص حفيد موآب، لا يمكن أن يصير كاملاً. حتى اليوم، ما زلتم لا تعرفون أهمية العمل الذي يتم بينكم؛ فحتى هذه المرحلة الحالية ما زلتم تتمسكون بتطلعاتكم المستقبلية في قلوبكم وتكرهون التخلِّي عنها. لا أحد يبالي بالسبب الذي لأجله اختاركم الله اليوم – وأنتم أكثر جماعة غير مستحقة – للعمل فيكم. فهل هذا العمل يتم بصورة خاطئة؟ هل هذا العمل سهو لحظي؟ لماذا نزل الله بالتحديد ليعمل وسطكم، في حين أنه قد عرف منذ زمن طويل أنكم أبناء موآب؟ ألا تفكِّرون أبدًا في هذا؟ ألا يفكر الله أبدًا في هذا حين يقوم بعمله؟ هل يتصرف بشكل مندفع؟ ألم يكن يعرف أنكم أبناء موآب منذ البداية؟ ألا تعرفون أن تفكِّروا بشأن هذه الأمور؟ أين ذهبت تصوراتكم؟ هل صار تفكيركم الصحي عليلاً؟ أين ذهبت مهارتكم وحكمتكم؟ هل لديكم ما يكفي من رحابة الصدر لدرجة أنكم لا تكترثون بأمر صغير مثل هذا؟ عقولكم أكثر حساسية لأمور مثل تطلعاتكم المستقبلية ومصيركم، ولكنها بطيئة الفهم ومشلولة وجاهلة بشدة بشأن أي شيء آخر. ما الذي تؤمنون به على الأرض؟ تطلعاتكم المستقبلية؟ أم الله؟ ألست تؤمن فقط بمصيرك الجيد؟ ألست تؤمن فقط بتطلعاتك المستقبلية؟ ما القدر الذي تفهمه الآن من طريقة الحياة؟ ما القدر الذي قد حصلت عليه؟ هل تعتقد أن هذا العمل الذي يتم الآن مع أحفاد موآب يتم لإذلالكم؟ هل يتم عن عمد ليكشف قبحكم؟ هل يتم عن عمد ليجعلكم تقبلون التوبيخ، ثم يلقيكم في بحيرة النار؟ لم أقل قط إن ليس لكم مستقبل، فضلاً عن أني لم أقل إنه لزامًا عليكم الخراب أو معاناة الكروب؛ هل أعلنت هذا الأمر جهارًا؟ أنت تقول إنك بلا رجاء، ولكن أليس هذا هو استنتاجك الشخصي؟ أليس هذا تأثير عقليتك؟ هل لاستنتاجك أهمية؟ إن قلت إنك لست مباركًا، فبالتأكيد ستخضع للدمار، وإن قلت إنك مبارك فبالتأكيد لن تهلك. أنا لا أقول إلا إنك حفيد موآب. لم أقل إنك ستهلك. كل ما في الأمر أن أحفاد موآب لُعِنوا، وهم نوع من البشرية الفاسدة. ذُكرت الخطية سابقًا؛ ألستم جميعًا خطاة؟ ألم يفسد الشيطان جميع الخطاة؟ ألا يتحدى الخطاة جميعًا الله ويتمردون عليه؟ أليس أولئك الذين يتحدَّون الله هم أهداف للعنة؟ ألا يجب أن يهلك الخطاة جميعًا؟ في هذه الحالة، مَن مِن بين أولئك المخلوقين من دم ولحم سيَخلُص؟ كيف بقيتم أحياء إلى اليوم؟ أنتم سلبيون لأنكم أحفاد موآب، ألا تنتمون كذلك إلى البشر الخطاة؟ كيف بقيتم إلى هذا اليوم؟ عندما يُذكر الكمال تصيرون سعداء. سمعتم أنكم يجب أن تختبروا الضيقة العظيمة، وتظنون أن هذا مبارك أكثر. تظنون أنه من خلال الضيقة ستصيرون غالبين، وهذه هي بركة الله الأكثر عظمة وتمجيده العظيم لكم. حين يُشار إلى موآب، يحدث اضطراب بينكم. فيشعر البالغون والأطفال على حد سواء بحزن لا يوصف، وتمتلئ قلوبكم بالأسى، وتندمون جميعًا على أنكم وُلدتم. لا تفهمون أهمية السبب وراء إتمام هذه المرحلة من العمل على أحفاد موآب؛ أنتم لا تعرفون إلا السعي وراء المكانة المرموقة، وترتدون عندما تظنون أن ليس لكم رجاء. عندما يُذكر الكمال والمصير المستقبلي، تشعرون بالسعادة. الهدف من إيمانكم بالله هو الحصول على بركات، لكي يكون لكم مصير جيد. يشعر بعضُ الناس الآن بالتخوُّف من مكانتهم. ولأن لهم استحقاقًا أقل ومكانةً أقل، لا يرغبون في السعي وراء الكمال. تكلم الله أولاً عن الكمال، ثم أشار بعدها إلى أحفاد موآب، لذلك ترك الناس طريق الكمال الذي سبق ذكره. هذا لأنكم لم تعرفوا قط أهمية هذا العمل ولا تكترثون لأهميته. قاماتكم صغيرة جدًّا ولا يمكنكم حتى احتمال أقل اضطراب. عندما ترون أن مكانتكم وضيعة للغاية، تشعرون بالسلبية، وتفقدون الإيمان في الاستمرار في السعي. يعد الناس مجرد الحصول على النعمة والتمتع بالسلام هما رمزان للإيمان بالله، ويرون السعي إلى لبركات أساسًا للإيمان بالله. تسعى قلة قليلة من الناس إلى معرفة الله أو إلى التغيير في شخصيتهم. إن إيمان الناس بالله يلتمس من الله أن يعطيهم مصيرًا مناسبًا ويعطيهم كل نعمة تحت الشمس، وأن يجعلوا الله خادمهم، ويدفعوه ليُبقي على العلاقة معهم ودودة، وألا يوجد أبدًا أي خلاف بينهم. أي أن إيمانهم بالله يتطلَّب من الله أن يَعِدَ بالاستجابة لكافة مطالبهم، والإنعام عليهم بأي شيء يصلّون من أجله، تمامًا مثلما يقول الكتاب المقدس: "سأصغي إلى جميع صلواتكم". يطلبون من الله ألا يدين أحدًا أو يتعامل مع أحد، حيث أن الله هو دائمًا يسوع المُخلِّص الحنون، الذي يُبقي علاقةً طيبة مع الناس في كل الأوقات والأماكن. تبدو الطريقة التي يؤمنون بها هكذا: يطلبون من الله دائمًا بلا حرج أشياءً، والله ينعم عليهم بكل شيء يطلبونه دون حساب، سواء كانوا متمردين أم مطيعين. يستمرون في طلب "تسديد دين" من الله، وعلى الله أن "يدفع الدين الذي عليه" بلا أية مقاومة، ويردَّ الضعف، سواء حصل الله على شيء منهم أم لا. يجب أن يكون تحت رحمتهم فحسب؛ ولا يمكنه أن ينظِّم الناس بصورة استبدادية، فضلاً عن أنه لا يمكنه أن يكشف للناس عن حكمته وشخصيته البارة المستترتين لسنين عديدة كما يريد، دون إذنهم. هم فقط يعترفون بخطاياهم لله، ويصفح الله عنهم، ولا يمكنه أن يملَّ من ذلك، ويستمر الأمر هكذا إلى الأبد. إنهم فقط يأمرون الله والله يطيع، كما هو مذكور في الكتاب المقدس "أنَّ الله لم يأت ليُخدَم بل ليَخْدم، وليكون خادمًا للإنسان" ألم تؤمنوا دائمًا بهذه الطريقة؟ حين لا يمكنكم الحصول على شيء من الله ترغبون في الفرار. وحين لا تفهمون شيئًا تستاؤون بشدة، وتذهبون بعيدًا وتندفعون سريعًا في أنواع الإساءة كافة. لن تسمحوا لله ببساطة أن يعبِّر بالكامل عن حكمته وعجبه، بل تريدون التمتع بطمأنينة لحظية وتعزية مؤقتة. حتى الآن، موقفكم في إيمانكم بالله كان وما زال يحمل نفس الآراء القديمة. إن أظهر الله قدرًا قليلاً من عظمته تصيرون تعساء؛ هل ترون الآن كيف هي قامتكم بالضبط؟ ألا تعتقدون أنكم جميعًا مُخلصون لله في حين أن آراءكم القديمة لم تتغير؟ حين لا يَمَسُّكَ شيءٌ تظن أن الأمور تسير على ما يرام، وتحب الله بأعلى درجة، ولكن حين يبتليك شيء صغير، تسقط في جحيم. هل هذا هو إخلاصك لله؟

 

لو كان لمرحلة عمل الإخضاع الأخيرة أن تبدأ من إسرائيل، لما كان لعمل الإخضاع مغزى. يصير العمل ذا أهمية كبرى عندما يتم في الصين، وعندما يتم عليكم أنتم أيها الناس. أنتم أكثر الناس انحطاطًا، وأقلهم مكانة. أنتم ذوو المستوى الوضيع في هذا المجتمع وأنتم أقل مَن أقر بالله في البداية. أنتم أكثر مَن ابتعدتم عن الله، وأكثر من تأذَّيتم. لأن هذه المرحلة من العمل هي فقط من أجل الإخضاع، أليس من المناسب أن تُختاروا لتشهدوا لما هو عتيد؟ لو لم تتم أول خطوة من خطوات عمل الإخضاع على الناس، لكان من الصعب تحقيق تقدُّم في عمل الإخضاع الآتي، لأن عمل الإخضاع الذي سيأتي سيحقق نتائج بناءً على حقيقة العمل الذي يتم اليوم. إن عمل الإخضاع اليوم هو مجرد بداية لعمل الإخضاع الكلي. أنتم أول دُفعة سُتخضع؛ أنتم تمثلون جميع الجنس البشري الذي يجري إخضاعه. إن كان هناك شخص يفهم حقًّا، سيرى أن كل عمل الله الذي يتم اليوم هو عملٌ عظيمٌ، وأن الله لا يدع الناس يعرفون عصيانهم فحسب، بل إنه أيضًا يكشف مكانتهم. الهدف والمعنى من هذه الكلمات ليس جَعْل الناس سلبيين ولا جعلهم يسقطون، بل يهدف إلى حصولهم على الإعلان والخلاص بكلامه؛ الهدف منها هو إيقاظ روح الإنسان بكلامه. منذ خلقة العالم حتى الآن، عاش الإنسان دائمًا تحت مُلك الشيطان جاهلاً وغير مؤمن بوجود إله. كون خلاص الله العظيم يشمل هؤلاء الناس وكون الله يرفعهم فهذا يوضح في الحقيقة محبة الله؛ أولئك الذين يفهمون حقًّا سيفكِّرون بهذه الطريقة. كيف يمكن لأولئك الناس الذين بلا فهم أن يفكِّروا؟ "آه، يقول الله إننا أحفاد موآب. قال بنفسه إننا أحفاد موآب. هل يمكن أن تكون نهايتنا جيدة؟ مَن جعلنا أحفاد موآب؟ من جعلنا نتحدَّى الله كثيرًا في السابق؟ لقد جاء الله ليديننا؛ ألا ترى كيف أداننا الله دائمًا منذ البداية؟ حيث أننا قد تحدَّينا الله ينبغي أن نُوبَّخ بهذه الطريقة". هل هذه الكلمات صحيحة؟ يدينكم الله اليوم ويوبِّخكم، ولكن الهدف من إدانتك هو أن تعرف نفسك. إن الهدف من الإدانة واللعنة والدينونة والتوبيخ جميعًا أن تعرف نفسك لكي تتغيَّر شخصيتك وتعرف أنك تستحق وترى أن جميع أعمال الله بارة ومتوافقة مع شخصيته واحتياجات عمله وأنه يعمل وفقًا لخطته لخلاص الإنسان، وأنه الإله البار الذي يحب الإنسان ويخلِّصه ويدينه ويوبِّخه. إذا كنت لا تعرف سوى أن مكانتك وضيعة، وأنك فاسد وعاصٍ، ولكنك لا تعرف أن الله يريد أن يوضِّح خلاصه لك من خلال الدينونة والتوبيخ اللذين يفعلهما فيك اليوم، فأنت لا تختبر بأية طريقة، فضلاً عن أنك غير قادر على الاستمرار في التقدم للأمام. لم يأتِ الله ليقتل ويدمر، بل ليدين ويلعن ويوبِّخ ويخلِّص. قبل اختتام خطة تدبيره التي استمرت لستة آلاف عام، وقبل أن يوضح نهاية كل فئة من فئات البشر، فإن عمل الله على الأرض هو من أجل الخلاص، كل عمله هو من أجل تكميل الذين يحبونه تكميلاً تامًا وجعلهم يخضعون لسيادته. لا يهم كيف يخلِّص الله الناس، هذا كله يتم من خلال جعلهم يتحرَّرون من طبيعتهم الشيطانية القديمة؛ أي أنه يخلِّصهم من خلال جعلهم يسعون إلى الحياة. إن كانوا لا يسعون إلى الحياة، لما كانت لديهم طريقة لقبول خلاص الله. إن الخلاص هو عمل الله نفسه والسعي وراء الحياة هو شيء يجب أن يملكه الإنسان ليقبل الخلاص. في نظر الإنسان، الخلاص هو محبة الله، ومحبة الله لا يمكن أن تكون توبيخًا أو دينونةً أو لعنةً؛ يجب أن ينطوي الخلاص على محبة ورحمة بالإضافة إلى كلمات التعزية ويجب أن ينطوي على بركات لا محدودة يمنحها الله. يؤمن الناس أنه حين يخلِّص الله الإنسان، فإنه يفعل هذا من خلال لمسِهِ وجعلِهِ يعطيه قلبه من خلال بركاته ونعمته. أي أنه حين يلمس الإنسان يخلِّصه. هذا النوع من الخلاص هو خلاص ينطوي على صفقة تجارية. فقط عندما ينعم الله عليهم بمئة ضعف، يخضعون لاسمه، ويسعون للسلوكيات الحسنة ويقدِّمون له المجد. ليست هذه هي مشيئة الله للبشرية. لقد جاء الله للعمل على الأرض ليخلِّص البشرية الفاسدة، لا زيف في هذا؛ إن لم يكن الأمر هكذا لما أتى بكل تأكيد ليقوم بعمله شخصيًّا. في الماضي، كانت وسائله للخلاص هي إظهار محبة ورحمة متناهيتين لدرجة أنه بذل نفسه بالكامل للشيطان بدلاً من البشرية كافة. اليوم لا يشبه الماضي على الإطلاق؛ اليوم يتم خلاصكم في زمن الأيام الأخيرة، أثناء تصنيف كل واحد وفقًا لنوعه؛ وسائل الخلاص ليست المحبة والرحمة، بل التوبيخ والدينونة لكي يَخلُص الإنسان بصورة أكثر شمولاً. وهكذا، كل ما تنالونه هو التوبيخ والدينونة وضربة بلا رحمة، ولكن اعرفوا أنه في هذه الضربة التي بلا رحمة لا توجد أدنى عقوبة، وبغض النظر عن مدى قسوة كلماتي، فإن ما يبتليكم هو مجرد كلمات قليلة قد تبدو لكم خالية تمامًا من المشاعر. واعلموا أنه بغض النظر عن مدى عظمة غضبي، فإن ما يقابلكم ما زال كلماتٍ للتعليم، ولا أقصد أن أؤذيكم، أو أحكم عليكم بالموت. أليست هذه جميعها حقيقة؟ اعلموا اليوم، أن سواء ما كان تتعرضون له دينونة بارة أو تنقية قاسية أو توبيخًا قاسيًا، فإنها جميعًا لخلاصكم. بغض النظر عمَّا إذا كان هناك اليوم تصنيف لكل واحد وفقًا لنوعه أو هناك كشف لفئات الإنسان، فإن هدف جميع أقوال الله وعمله هو خلاص أولئك الذين يحبون الله بحق. الهدف من الدينونة البارة هو تنقية الإنسان، والهدف من التنقية القاسية هو تطهير الإنسان، والهدف من الكلمات القاسية أو التوبيخ هو التطهير والخلاص. وبذلك فإن وسيلة خلاص اليوم مختلفة عن الماضي. اليوم، الدينونة البارة تخلِّصكم، إنها وسيلة جيدة لتصنيفكم وفقًا لنوعكم، والتوبيخ القاسي يجلب لكم خلاصًا ساميًا، فماذا تقولون في مواجهة هذا التوبيخ وهذه الدينونة؟ ألم تتمتعوا بالخلاص من البداية حتى النهاية؟ لقد رأيتم الله المتجسِّد وأدركتم قدرته الكلية وحكمته؛ بالإضافة إلى أنكم تحملتم ضربًا وتأديبًا متكررًا. لكن ألم تنالوا أيضًا نعمةً ساميةً؟ أليست بركاتكم أعظم من بركات أي شخص آخر؟ نِعَمُكم أوفر من المجد والثروات التي تمتع بها سليمان! فكِّروا في الأمر: إن كان قصدي (أنا الله) من المجيء هو إدانتكم ومعاقبتكم، وليس خلاصكم، هل كانت أيامكم ستطول بهذا المقدار؟ هل كان بإمكانكم، أنتم الكائنات الخاطئة التي هي من لحمٍ ودم، البقاء إلى اليوم؟ لو كان الهدف من مجيئي فقط هو معاقبتكم، فلماذا صرت جسدًا ولماذا كنت سأشرع في هذه المغامرة؟ ألم يكن ليستغرق الأمر مني كلمة واحدة فقط لأعاقبكم أيها الفانون؟ هل سأظل محتاجًا إلى إهلاككم بعدما أدينكم؟ ألا تزالون غير مؤمنين بكلماتي هذه؟ هل كان بإمكاني أن أخلِّص الإنسان فقط من خلال المحبة والرحمة؟ أم كان بإمكاني أن أستخدم الصلب فقط لأخلِّص الإنسان؟ أليست شخصيتي البارة تساعد على جعل الإنسان مطيعًا بالكامل؟ أليست قادرة بصورة أكبر على تخليص الإنسان خلاصًا تامًا؟

 

مع أن كلماتي قد تبدو صارمة، إلا أنها تُقال كلها من أجل خلاص الإنسان، إذ أنني أقول كلمات فقط ولا أعاقب جسد الإنسان. تجعل هذه الكلمات الإنسان يعيش في النور، ويعرف أن النور موجود، وأنه ثمين، ويعرف مدى منفعة هذه الكلمات له، ويعرف أن الله خلاص. مع أنني قد قلت العديد من كلمات التوبيخ والدينونة، إلا أنها لم تتم عليكم في صورة أفعال. لقد أتيت لأقوم بعملي وأقول كلماتي، ومع أن كلماتي قد تكون صارمة، إلا أنها تُقال من أجل إدانة فسادكم وعصيانكم. يظل الهدف مما أفعله هو خلاص الإنسان من مُلك الشيطان، واستخدام كلماتي لخلاص الإنسان؛ هدفي ليس إيذاء الإنسان بالكلمات. كلماتي صارمة لكي يحقق عملي نتائجًا. لا يمكن للإنسان أن يعرف نفسه ويتخلَّى عن شخصيته المتمردة إلا من خلال عملي بهذه الطريقة. الأهمية العظمى لعمل الكلمات هو السماح للناس بممارسة الحق بعد أن يفهموه، وتحقيق تغيير في شخصيتهم، والوصول إلى معرفة عن أنفسهم وعن عمل الله. وحدها وسائل العمل من خلال الكلام هي ما يمكنها تحقيق الاتصال بين الله والإنسان، ووحدها الكلمات هي ما يمكنها شرح الحق. العمل بهذه الطريقة هو أفضل وسيلة لإخضاع الإنسان؛ بدون نطق الكلمات، لا توجد وسيلة أخرى قادرة على إعطاء الإنسان فهمًا أوضح للحق وعمل الله، ولذلك ففي مرحلة عمل الله الأخيرة، يتحدث الله إلى الإنسان لكي يبيِّن للإنسان جميع الحقائق والأسرار التي لا يفهمها، ويسمح له بالحصول على الطريق الحق والحياة من الله، وهكذا يرضي مشيئة الله. الهدف من عمل الله على الإنسان هو أن يرضي مشيئته ويتم العمل كله من أجل خلاص الإنسان؛ لذلك أثناء وقت خلاصه للإنسان، لا يقوم بعمل معاقبة الإنسان. أثناء وقت خلاص الإنسان، لا يعاقب الله الأشرار ويكافئ الصالحين، ولا يكشف عن مصائر كافة الأنواع المختلفة من الناس. بل سيقوم بعمل معاقبة الأشرار ومكافئة الصالحين بعد اكتمال مرحلة عمله الأخيرة، ووقتها فقط سيكشف عن نهايات كل أنواع البشر المختلفة. أولئك الذين سيُعاقبون هم مَن لا يمُكن حقًا أن يُخلَّصوا، بينما أولئك المخلَّصون هم من حصلوا على خلاص الله أثناء زمن خلاصه للإنسان. أثناء زمن عمل خلاص الله، كل مَن يمكنهم أن ينالوا الخلاص سيُخلّصون لأقصى درجة، لن يُنبذ أي شخص فيهم، لأن الهدف من عمل الله هو خلاص الإنسان. أثناء زمن عمل خلاص الله، كل مَن لم يستطيعوا تحقيق تغيير في شخصيتهم وكل مَن لم يقدروا على أن يطيعوا الله طاعةً كاملة، سيخضعون جميعًا للعقاب. هذه المرحلة من العمل – عمل الكلمات – تفتح أمام الإنسان كل الطرق والأسرار التي لا يفهمها لكي يفهم مشيئة الله ومتطلبات الله من الإنسان، ولكي يكون لديه شروط ممارسة كلمات الله وتحقيق تغيير في شخصيته. يستخدم الله الكلمات فقط للقيام بعمله، ولا يعاقب الناس لأنهم عصاة قليلاً، لأن الآن وقت عمل الخلاص. لو عُوقب كل عاصٍ، لما نال أحد فرصة للخلاص؛ ولكانوا جميعًا تحت العقاب ومطروحين في الجحيم. الهدف من الكلمات التي تدين الإنسان هو أن تسمح له بمعرفة نفسه وطاعة الله؛ وليس من أجل معاقبته من خلال دينونة الكلمات. أثناء زمن عمل الكلمات، سيُظهر العديد من الناس تمردهم وتحديهم وأيضًا عصيانهم تجاه الله المتجسِّد. لكنه لن يعاقب كل هؤلاء الناس بسبب هذا، بل سينحي جانبًا الفاسدين حتى النخاع الذين هم غير قادرين على نيل الخلاص. سيسلِّم جسدهم للشيطان، وفي حالات قليلة، سيبيد جسدهم. أما البقية فستستمر في الاتباع واختبار تعاملات وتهذيب. أثناء اتباعهم، إن ظلوا غير قادرين على قبول التعامل والتهذيب، سيزدادون انحطاطًا أكثر فأكثر، ثم بعد ذلك سيفقدون فرصتهم في الخلاص. كل مَن قبل إخضاع الكلمات سينال فرصة جيدة للخلاص. خلاص الله لكل شخص من أولئك الأشخاص سيظهر تساهله الجم، مما يعني أنه يظهر لهم أقصى قدر من التسامح. طالما أن الناس يرجعون عن الطريق الخاطئ، وطالما أنهم قادرون على التوبة، سيعطيهم الله فرصة لنيل خلاصه. عندما يتمرد الناس على الله في البداية، لا يشاء الله أن يفنيهم، ولكنه يفعل كل ما بوسعه ليخلِّصهم. إن لم تكن هناك فرصة لشخص ما حقّاً للخلاص، سيتخلَّى الله عنه. كون الله يتباطأ في معاقبة أشخاص معينين، فهذا لأنه يريد أن يخلِّص جميع مَن يمكن أن ينالوا الخلاص. إنه يدين الناس وينيرهم ويرشدهم فقط بكلماته ولا يستخدم عصا ليميتهم. استخدام الكلمات لخلاص الناس هو هدف مرحلة عمل الله النهائية وأهميتها.

 

المصدر مأخوذ من: موقع كنيسة الله القدير

 

المزيد من المحتوى الرائع:

لقد تحقّقت نبوءات الكتاب المقدس عن المجيء الثاني للمسيح. لقد عاد الرب ليتكلّم ويعمل. العذارى الحكيمات اللواتي يستطعن التعرف إلى كلام الرب كالحق وصوت الله وحدهن قادرات على أن يرحّبن بعودة الرب، وبأن يتكمّلن ويُختطفن إلى ملكوت الله. في هذه الأثناء، من يعجزن عن سماع صوت الله ويفشلن في الترحيب بالرب، فكلهنّ عذارى جاهلات. هؤلاء سيُكشفن ويُستبعدن وسينزلن إلى الكارثة.

 

 

Write a comment

Comments: 0